لم تتم أوكراني استعداداتها بشكل تام لاستضافة فعاليات بطولة كأس الأمم
الأوروبية لكرة القدم (يورو 2012) بالتنظيم المشترك مع بولندا.
وقبل مائة يوم من انطلاق المنافسات تتأهب البلاد لضربة البداية وانطلاق
فعاليات البطولة. وقد وعد متحدثون رسميون في أوكرانيا ، تلك الجمهورية
السوفيتية السابقة ، المشجعين بتجربة رائعة من خلال البطولة الأوروبية.
وذكر ماركيان ليوبكيفسكي رئيس اللجنة المنظمة للبطولة في أوكرانيا ، في
بيان أصدره في وقت سابق الشهر الجاري: "سنكون مستعدين تماما بحلول منتصف
مايو. وسنستقبل ضيوفنا بشكل لائق".
لكن الخبراء يقولون إن أوكرانيا لا تزال على مسافة بعيدة من هدف احلال
المعايير الدولية محل المعايير السوفيتية التقليدية بالبلاد ، واوضحوا ان
الزائرين الذين يتوقعون خدمات مناسبة بأسعار معقولة، سيلقون مفاجآت، قد لا
تكون سارة.
وقالت إيرينا كوشنير المحللة بمعهد السياسات العملية في كييف: "إنها ليست
مجرد بنية تحتية رياضية ، ولكن مستوى عام للحضارة.. لسنا مستعدين لاستقبال
السائحين".
واتفق مسئولو الحكومة وكذلك النقاد على أن الدعامة الأساسية التي ترتكز
عليها استعدادات أوكرانيا للبطولة الأوروبية هي الاستادات الأربعة التي
ستشارك في احتضان المباريات.
وقد جرى تشييد استاد "دونباس أرينا" ، معقل نادي شاختار دونيتسك ، بتكلفة
بلغت 400 مليون دولار، ويراه الكثيرون استادا عالميا منذ افتتاحه عام 2009 .
ولكن الاستاد الأولمبي كييف ، الذي يسع 70 الف مشجع ، والذي من المقرر أن
يستضيف نهائي "يورو 2012 "، فليس على نفس المستوى، حيث انتهت مرحلة اعادة
انشائه، غير ان ساحات انتظار السيارات المحيطة به والمواقع المغطاة بالثلوج
تظهر تراجع العمل في الموقع في أواخر فبراير الجاري رغم أن الحكومة أكدت
بنسبة "100 بالمائة" أماكن إقامة المباريات.
ورغم ذلك هناك العديد من العلامات على ضخامة الإنفاق الحكومي في البلاد،
والذي يأتي في كثير من الأحيان بمساعدات من الشركات الكبرى. فقد جرى تجهيز
أربع محطات جديدة في مطارات المدن الأربع التي تشارك في استضافة فعاليات
البطولة.
أما الطريق السريع الذي يربط بين دونيتسك وخاركيف ، والذي كان يعرف بخطورته
وتردي حالته ، فقد جرى تمهيد أغلبه من جديد وتقسيمه ليصبح اربع حارات بدلا
من اثنتين.
وبدأت الشركة الوطنية للسكك الحديدية في ديسمبر الماضي تسلم ستة من قطارات
"الطلقة" من كوريا الجنوبية، تصل سرعتها إلى 180 كيلومترا/ساعة ، وذلك لنقل
المشجعين بين العاصمة كييف والمدن الثلاث الأخرى المستضيفة للمباريات.
وبدأ تدريب طاقم القطارات في كوريا الجنوبية في فبراير الجاري وسيبدأ عمل
أول قطار فائق السرعة في أوكرانيا بحلول أيار/مايو المقبل ، حسب ما ذكرته
الشركة في بيان.
وقال خبراء في مجال الضيافة بأوكرانيا إن مشجعي كرة القدم الزائرين
سيشاهدون المباريات في استادات جيدة يصلون إليها باستخدام قطارات سريعة
ولكنهم سيواجهون قصورا كبيرا في غرف الإقامة وتلاعبا في الأسعار ، ليس فقط
من قبل مديري الفنادق ولكن أيضا من قبل أصحاب المطاعم وسائقي سيارات
الأجرة.
وتبلغ تكلفة الاقامة في الغرفة الفندقية خلال "يورو 2012" من خمسة إلى عشرة
أضعاف التكلفة العادية خلال فصل الصيف ،بحسب ما ذكرته العديد من التقارير
الإعلامية. ويتوقع ان يصل سعر السرير في الغرفة الخماسية في كييف خلال
فترة اقامة البطولة ، حوالي 90 دولار.
أما تكلفة الإقامة في الغرفة المنفردة في الفنادق فئة ثلاث نجوم ، فستبدأ من 250 دولار لليلة الواحدة.
وكان موقع الكتروني قدم تفاصيل زيارة قام بها شخص إلى مطعم شهير في كييف ،
وقد دفع 250 دولار مقابل شريحة لحم تزن كيلوجراما وذلك بسبب مشكلة في
التواصل مع النادل.
وقالت يوليا شوركو المتحدثة باسم مجموعة "كييف مدينة مضيافة" الناشطة في
الارتقاء بالمجتمع المدني إنه لسوء الحظ يوجد في بلادها ثقافة غريبة حيث
ينظر بعض المواطنين إلى "الأجنبي وكأنه محفظة مليئة ، وبحاجة إلى أن تفرغ.
وسيقيم لاعبو منتخبي فرنسا والسويد في أوكرانيا خلال فترة البطولة، في حين
سيقيم لاعبو المنتخبات الخمسة الأخرى الزائرة لأوكرانيا ويتدربون في بولندا
على أن تسافر تلك الفرق إلى أوكرانيا قبيل المباريات.